التفاصيل الكاملة لفترة التعافي ما بعد عملية الانفصال الشبكي

تتطلب مرحلة التعافي ما بعد عملية الانفصال الشبكي الحذر الشديد والانتباه الدقيق للتفاصيل والتحلي بالصبر، إذ يظن كثيرون أن العملية بحد ذاتها هي التحدي الأكبر، لكن الواقع يُثبت أن الفترة ما بعدها تحمل مفاجآت وتفاصيل لا تقل أهمية.

في هذا المقال، نوضح بالتفصيل ما يمكن أن يواجهه المريض بعد العملية، ونعرض نصائح وإجابات للأسئلة التي لا يطرحها أحد بصوت عالٍ، رغم أنها تدور في ذهن كل مَن خاض التجربة.

الأعراض المتوقعة ما بعد عملية الانفصال الشبكي

بعد العملية، يشعر المريض غالبًا بثقل داخل العين، يرافقه إحساس بعدم الراحة، وقد تظهر غشاوة في الرؤية، مع صعوبة في التركيز أو إدراك التفاصيل.

ويشعر البعض أيضًا بوجود جسم غريب داخل العين، خصوصًا إذا استُخدمت فقاعات الغاز أو الزيت داخل العين، وقد يصاب الشخص بالغثيان والدوار خلال الساعات الأولى، نتيجة تأثير التخدير أو تغيّر وضع ضغط العين، وتُعد هذه الأعراض آثار جانبية مؤقتة ومتوقعة.

مضاعفات عملية انفصال الشبكية

مثل أي عملية جراحية، قد يصاب الشخص بمضاعفات ما بعد عملية الانفصال الشبكي، والتي تعني ظهور مشكلات تقتضي التدخل الطبي مجددًا، وتشمل أبرز هذه المشكلات المحتملة:

• ارتفاع ضغط العين.
• حدوث نزيف بسيط داخل العين.
• عودة الانفصال في بعض الحالات النادرة.
• الإصابة بالمياه البيضاء في العين.
• التهاب العين وتتضمن أعراض التهاب الألم المستمر أو الاحمرار الشديد، أو خروج إفرازات غير طبيعية.

ما سبب احمرار العين بعد عملية انفصال الشبكية

يكون الاحمرار في العين بعد عملية انفصال شبكية رد فعل طبيعي من الجسم نتيجة الجراحة في أغلب الأوقات، ويختفي تدريجيًا مع مرور الوقت.

لكن إذا استمر لأكثر من أسبوع، أو كان يصحبه ألم أو نقص في الرؤية، فهذا يُنذر بوجود مشكلة مثل التهاب داخلي، ما يستدعي استشارة الطبيب لتقييم طبيعته وحدّته وتطوره مع الوقت.

نصائح بعد عملية انفصال الشبكية

اتباع التوجيهات ما بعد عملية الانفصال الشبكي، يرفع فرص النجاح بصورة كبيرة، وتشمل أهم التوجيهات:

• الالتزام الصارم بمواعيد قطرات العين الموصوفة.
• عدم فرك العين أو لمسها.
• عدم استخدام العدسات اللاصقة خلال فترة التعافي.
• التقليل من استخدام الشاشات.
• تجنب التعرض للضوء الساطع لحماية العين من الضوء.
• عدم قيادة السيارة، خاصة خلال الأسبوع الأول.
• عدم حمل الأوزان الثقيلة، أو الانحناء المفاجئ الذي قد يؤثر في موضع الشبكية مجددًا.

طريقة النوم بعد عملية انفصال الشبكية

النوم بعد عملية انفصال الشبكية ليس أمرًا عشوائيًّا، إذ يُطلب من المريض غالبًا النوم في وضعية معيّنة تحددها طبيعة العملية نفسها.

على سبيل المثال، إذا استُخدمت فقاعة غاز داخل العين، فإن النوم على البطن قد يكون ضروريًّا لتوجيه الفقاعة نحو مكان الانفصال، وفي حالات أخرى، يُطلب النوم على الجانب المقابل للعين المصابة.

أيضًا قد يكون من المفيد الاستعانة بوسائد داعمة لتثبيت الرأس في أثناء النوم وتقليل فرص تغيّر الوضعية خلال الليل.

متى تتحسن الرؤية بعد عملية انفصال الشبكية؟

تحسّن الرؤية بعد عملية انفصال شبكية العين لا يحدث فورًا، ومع ذلك، من الصعب تحديد مدة ثابتة لجميع الحالات، إذ تؤثر طبيعة الانفصال ومدة حدوثه قبل الجراحة بصورة كبيرة في سرعة الاستجابة.

بصورة عامة، يستغرق الأمر في المتوسط حوالي 6 أشهر حتى يستعيد المريض بصره بصورة جيدة.

ما هي أسباب الصداع بعد عملية انفصال الشبكية؟

قد يحدث الصداع ما بعد عملية الانفصال الشبكي لعدة أسباب منها:

• ارتفاع ضغط العين.
• اختلاف مستوى الرؤية بين العينين.
•  تغيير وضعية النوم بعد العملية.
• التحسس من الأدوية أو القطرات.

هل يمكن ممارسة الرياضة بعد عملية الانفصال الشبكي؟

يُفضّل الامتناع التام عن التمارين البدنية في أول أسبوعين، إذ قد يؤدي الضغط الجسدي إلى تحريك الشبكية مجددًا، ما يُشكل خطرًا كبيرًا على استقرار الحالة.

ثم يمكن البدء بتمارين خفيفة مثل المشي بعد ذلك، أما تمارين المقاومة أو رفع الأثقال أو الرياضات العنيفة مثل السباحة وكرة القدم يجب تأجيلها لعدة أسابيع وربما أشهر، حسب توجيهات الطبيب.

هل النظر يعود طبيعيًّا بعد عملية انفصال الشبكية؟

يستعيد الكثير من المرضى جزءًا كبيرًا من قدرته على الرؤية، لكن ليس بالضرورة مطابقة لما كانت عليه قبل الانفصال.

إذ تتوقف استعادة الرؤية الطبيعية ما بعد عملية انفصال الشبكية على عدة عوامل، مثل موقع الانفصال وسرعة التدخل الجراحي ومدى تأثّر مركز الإبصار.

متى يمكن العودة إلى العمل بعد عملية الانفصال الشبكي؟

يمكن استئناف الأعمال المكتبية بعد أسبوعين من عملية الانفصال الشبكي، شرط أن لا تتضمن استخدامًا مكثفًا للشاشات.

أما الأعمال التي تتطلب مجهودًا بدنيًّا أو تتعرض فيها العين للخطر، فتأجيلها ضروري حتى يسمح الطبيب بذلك.

خلاصة القول، فترة ما بعد عملية الانفصال الشبكي ليست مجرد أيام تمرّ، بل هي مرحلة تحتاج إلى وعي تفصيلي، وتخطيط دقيق لكل خطوة.

إذ لا يتعلق الأمر فقط بالعين، بل بأسلوب حياة كامل يتغير مؤقتًا ليحمي النظر على المدى البعيد، وقد أثبتت التجارب أن المتابعة الدقيقة هي التي تحدد مدى تحسّن الرؤية واستقرارها.

إذا كانت لديك أسئلة إضافية عن ما بعد عملية الانفصال الشبكي، فلا تتردد في طرحها على الدكتور غزاي الثبيتي، لأن كل حالة لها خصوصيتها التي لا تُقاس بالعموميات.