"ما أفضل أنواع حقن العين؟" سؤال يطرحه أغلب...
انفصال السائل الزجاجي | الأسباب والأعراض ومتى يجب زيارة الطبيب
للحجز و الاستعلام
مع الدكتورغزاي الثبيتي من أفضل دكاترة العيون
يُعدّ التنكس البقعي من الأمراض الشائعة التي...
قد يلاحظ بعض الأشخاص وجود خيالات سوداء على هيئة...
ضبابية العين لدى المصابين بداء السكري وخاصة كبار...
يُعد فحص شبكية العين من الإجراءات الأساسية في...

العين البشرية ليست مجرد عضو حسي في جسم الإنسان، بل هي وسيلته لاكتشاف الجمال والتفاصيل من حولنا، وتتميز ببنية شديدة الدقة والتعقيد، حيث تعمل جميع أجزائها بتناغم للحفاظ على وضوح الرؤية، ومن بين أهم هذه المكوّنات يوجد السائل الزجاجي -مادة شفافة تشبه الهلام-، الذي يملأ المسافة بين العدسة والشبكية، ويمنح العين شكلها الكروي ويحافظ على استقرار مكوناتها الداخلية.
ومع التقدم في العمر أو نتيجة بعض الإصابات أو الحالات المرضية، قد يطرأ تغير على طبيعة هذا السائل، فينفصل عن الشبكية فيما يُعرف بانفصال السائل الزجاجي.
في هذا المقال، سنتناول أسباب انفصال السائل الزجاجي في العين، ونوضح أعراضه، ونستكشف متى ينبغي زيارة الطبيب، إلى جانب الإجابة عن أبرز الأسئلة الشائعة المتعلقة بهذه الحالة.
ما أسباب انفصال السائل الزجاجي؟
يحدث انفصال السائل الزجاجي عندما يبدأ السائل الزجاجي في الانكماش وفقدان ارتباطه بالشبكية، ففي الوضع الطبيعي، يكون هذا السائل ملتصقًا بالغشاء الداخلي ومع مرور الزمن أو بفعل عوامل معينة، يضعف هذا الارتباط تدريجيًا، لينفصل السائل الزجاجي عن الشبكية.
وأكثر الأسباب شيوعًا لهذه الحالة هو التقدم في العمر، إذ تقل نسبة الماء داخل السائل الزجاجي، فيصبح أقل مرونة وأكثر سيولة، ما يجعله ينكمش وينفصل بسهولة، كما توجد عوامل أخرى تزيد من احتمالية حدوث الانفصال، مثل:
- الأشخاص الذين يعانون قِصر النظر يكونون أكثر عرضة للإصابة بانفصال السائل الزجاجي في سن أصغر، بسبب التغيرات في شكل العين، إذ يكون طول العين أكبر من الطبيعي، ما يجعل السائل الزجاجي أكثر عرضة للانكماش المبكر.
- التعرض لإصابة مباشرة أو ضربة قوية على العين يمكن أن يتسبب في تحريك السائل الزجاجي فجأة وانفصاله عن الشبكية قبل أوانه، حتى عند الأشخاص الأصغر سنًا.
- الخضوع لعمليات جراحية في العين، وخاصةً جراحة إزالة المياه البيضاء، قد يزيد من احتمالية حدوث انفصال السائل الزجاجي في السنوات التالية للجراحة، نتيجة للتغيرات التي تطرأ على بيئة العين الداخلية بعد العملية.
- بعض أمراض الشبكية أو وجود تاريخ عائلي لمشكلات في الشبكية يزيد من خطر الإصابة.
- مرضى السكري، خاصةً من يعانون اعتلال الشبكية السكري، قد يكونون أكثر عرضة لحدوث هذه التغيرات.
أعراض انفصال السائل الزجاجي
عند حدوث انفصال السائل الزجاجي، تظهر مجموعة من الأعراض المميزة التي قد يلاحظها المريض، وهذه الأعراض تشمل:
العوامات (Floaters)
هي نقاط أو بقع أو خيوط دقيقة، قد تبدو أحيانًا كشبكة عنكبوت أو خطوط متموجة، تتحرك داخل مجال الرؤية، وتصبح أكثر وضوحًا عند النظر إلى خلفية فاتحة أو مضيئة، وتنشأ هذه الظاهرة نتيجة تجمع ألياف السائل الزجاجي في أثناء انكماشه، ما يلقي بظلال على الشبكية فيراها المريض كأجسام طافية، وقد تكون مزعجة في البداية، لكن مع مرور الوقت يتكيف الدماغ على تجاهلها، رغم أنها تظل موجودة داخل العين.
الومضات الضوئية (Flashes)
هي ومضات أو خطوط ضوئية قصيرة تظهر غالبًا في مجال الرؤية الطرفي، وتكون أكثر وضوحًا في الإضاءة الخافتة، وتحدث نتيجة شد السائل الزجاجي للشبكية في أثناء تحركه وانفصاله، ما يحفز خلايا الشبكية المسئولة عن استقبال الضوء فتُرسل إشارات إلى الدماغ تُترجم على شكل ومضات.
تشوش أو ضبابية العين
قد يشعر المريض بضعف في وضوح الرؤية أو إحساس بضبابية العين، خاصةً في المرحلة الأولى من الانفصال، وقد تتحسن تدريجيًا مع التكيف.
مدة انفصال السائل الزجاجي ومراحل تطوره
تختلف مدة انفصال السائل الزجاجي من شخص لآخر، لكنها في معظم الحالات تمتد من عدة أسابيع إلى بضعة أشهر حتى يكتمل الانفصال، وخلال هذه الفترة، قد تتغير شدة الأعراض تدريجيًا مرورًا بعدة مراحل نوضحها في السطور القادمة.
المرحلة الأولى | بداية الانفصال الجزئي
يبدأ السائل الزجاجي في الانكماش وفقدان تماسكه، ما يؤدي إلى ابتعاده جزئيًا عن مركز الشبكية، وغالبًا ما يلاحظ المريض ظهور العوامات فجأة في مجال الرؤية.
المرحلة الثانية | استمرار الانكماش والشد على الشبكية
يزداد الانكماش، وقد يحدث شد خفيف على الشبكية، ما يؤدي إلى ظهور ومضات ضوئية خاصةً في الرؤية الطرفية، وتُعد هذه المرحلة حساسة، إذ يزداد خلالها احتمال حدوث تمزق في الشبكية إذا كان الانفصال عنيفًا.
المرحلة الثالثة | الانفصال شبه الكامل
يبتعد معظم السائل الزجاجي عن الشبكية، ويبقى متصلًا فقط بمناطق محدودة مثل منطقة العصب البصري، وتبدأ الأعراض في التراجع تدريجيًا، لكن بعض العوامات قد تبقى موجودة وإن كانت أقل إزعاجًا.
المرحلة الرابعة | الانفصال الكامل
يحدث الانفصال التام للسائل الزجاجي عن الشبكية، وتنخفض معه مخاطر تمزق ونزيف الشبكية، وفي هذه المرحلة تستقر الأعراض، ويتأقلم المريض مع أي بقايا من العوامات في مجال الرؤية.
متى يجب زيارة طبيب العيون؟
رغم أن انفصال السائل الزجاجي يُعد تغيرًا طبيعيًا في معظم الحالات، فإن هناك علامات تستدعي مراجعة طبيب العيون على الفور، ومنها:
- زيادة مفاجئة في عدد العوامات أو تغير شكلها وحجمها.
- ظهور ومضات ضوئية جديدة أو زيادة شدتها.
- فقدان جزء من مجال الرؤية أو ملاحظة ظل داكن يشبه الستار يتحرك عبر العين.
- تشوش أو ضبابية مفاجئة في الرؤية أو تدهورها بسرعة.
ظهور أيٍّ من هذه الأعراض قد يشير إلى تمزق أو انفصال شبكية العين، وهما حالتان طارئتان تتطلبان التدخل الطبي العاجل، لتجنب فقدان البصر الدائم.
الأسئلة الشائعة
في هذه الفقرة، نجيب عن بعض التساؤلات التي تدور في ذهنك حول انفصال السائل الزجاجي.
ما فوائد السائل الزجاجي في العين؟
يحافظ على شكل العين وتثبيت الشبكية في مكانها، إلى جانب تمرير الضوء من العدسة إلى الشبكية بوضوح.
كيف يتم فحص السائل الزجاجي؟
يُجرى فحص السائل الزجاجي بواسطة طبيب العيون باستخدام فحص قاع العين بعد توسيع حدقة العين بقطرات خاصة، وفي بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى التصوير المقطعي للعين، أو التصوير بالموجات فوق الصوتية.
هل يؤثر انفصال السائل الزجاجي على الرؤية؟
عادةً لا يؤدي انفصال السائل الزجاجي إلى فقدان البصر، لكنه قد يسبب عوامات وومضات مزعجة، ويصبح خطرًا على الإبصار إذا ترافق مع تمزق أو انفصال الشبكية.
هل يوجد علاج لانفصال السائل الزجاجي؟
لا يحتاج انفصال السائل الزجاجي لعلاج في أغلب الحالات، إلا إذا صاحبه مضاعفات مثل تمزق أو انفصال الشبكية، وهنا يستدعي التدخل بالليزر أو الجراحة، وإذا سببت العوامات إزعاجًا شديدًا وأثرت في الرؤية، يمكن التفكير في استئصال الجسم الزجاجي، لكن لا يُنصح به إلا عند الضرورة.
كيف يمكن الوقاية من انفصال السائل الزجاجي؟
لا يمكن منع انفصال السائل الزجاجي لأنه جزء من التغيرات الطبيعية للعين، ولكن يمكن الحدّ من مضاعفاته بالفحص الدوري بعد سن الخمسين، ومراجعة الطبيب فور ظهور أعراض جديدة، وحماية العين من الإصابات، والتحكم في الأمراض المزمنة مثل السكري.
ختامًا،
يُعد انفصال السائل الزجاجي من التغيرات البصرية الطبيعية التي يمر بها كثير من الأشخاص مع التقدم في العمر، وغالبًا لا يمثل خطرًا على البصر ولا يسبب فقدانه، ومع ذلك، فإن متابعة الأعراض بدقة والخضوع للفحوصات الدورية يظلان أمرين في غاية الأهمية لاكتشاف أي مضاعفات مبكرًا.
إذا لاحظت أي تغير غير طبيعي في بصرك، فلا تتردد في استشارة الدكتور غزاي الثبيتي، استشاري جراحة الشبكية والماء الأبيض، فالاكتشاف المبكر قد يُحدث فارقًا كبيرًا في حماية نعمة البصر.